ن اعظم الجوانب المرتبطة بالثورة المصرية.. ثورة 25 يناير، تلك المتعلقة بالتوحيد الوطني،. بالوحدة الوطنية لكل ابناء الشعب المصري.
الوحدة الوطنية للشعب المصري بكل طوائفه وبكل انتماءاته وبكل قواه الاجتماعية والسياسية، تجلت في الثورة بأروع ما تكون الصور.
ولنا ان نتأمل الجوانب التالية التي نسوقها باختصار:
اولا : كانت المطالب التي رفعتها الثورة مطالب وطنية عامة، يجمع عليها كل ابناء الشعب المصري،
كانت هذه المطالب تدور كما بات معروفا على نطاق واسع حول بناء نظام جديد ديمقراطي وعادل، واستطاع قادة الثورة الشباب ان يطرحوا قائمة محددة من الاصلاحات الاساسية المطلوبة لتحقيق هذه الغاية، وهي الاصلاحات التي من المفروض ان يتم ارساء اسسها في الفترة الانتقالية الحالية التي يتولى فيها الجيش شئون الحكم.
نريد ان نقول ان مطالب الثورة لم تكن بأي حال مطالب فئوية او طائفية او ايديولوجية ضيقة، وانما كانت مطالب وطنية عامة توحد كل ابناء الوطن ويلتفون حولها.
ثانيا : كانت المشاركة الشعبية في احداث الثورة تجسيدا تاريخيا للتلاحم الوطني والوحدة الوطنية بين المسلمين والاقباط.
شهدنا طوال ايام الثورة صورا رائعة تجسد هذا التلاحم وهذه الوحدة.
شهدنا مثلا رجال الازهر الشريف يسيرون جنبا الى جنب مع رجال الدين الاقباط مشاركين في الثورة يرددون نفس الشعارات ويرفعون نفس المطالب.
وشهدنا المسلمين يصلون في ميدان التحرير. وفي نفس الوقت يقيم الاقباط صلواتهم في مشاهد تاريخية ستظل محفورة في وعي ووجدان المصريين،
ثالثا : ولم يقتصر هذا التلاحم الوطني على المسلمين والاقباط فقط، وانما تجسد في التلاحم بين كل شرائح وقوى المجتمع بكل انتماءاتها السياسية والايديولوجية والاجتماعية.
شهدنا الاخوان المسلمين يسيرون في المظاهرات جنبا الى جنب مع الشيوعيين والليبراليين،. الخ طوال ايام الثورة.
وشهدنا كل القوى الاجتماعية تشارك في الثورة،. عمالا وفلاحين، ومثقفين وفنانيين،. اطفالا ورجالا ونساء ورجال،. اثرياء وفقراء،. طلابا واساتذة، وقضاة وصحفيين،. الخ الخ.
كما نرى اذن، ثورة مصر هي ثورة اندلعت لتلبية مطالب كل الشعب لا مطالب طائفة او فئة وحدها، ولهذا شارك فيها والتف حول اهدافها ومطالبها كل ابناء الشعب.
وثورة مصر هي ثورة اندلعت لتوحيد صفوف الشعب، لا لشق الصف الوطني، ولا لطرح مطالب او تحقيق اهداف لطائفة او قوة على حساب اهداف ومطالب قوى اخرى،
ثورة مصر هي ثورة ضد كل المحاولات التي شهدتها مصر لاشعال فتنة طائفية بين المسلمين والاقباط.
اندلعت الثورة لتمثل في جانب اساسي منها صرخة شعبية مدوية في وجه كل من حاولوا اشعال الفتنة، وضد كل من حاولوا ان يشقوا صفوف الشعب.
هذا مع العلم ان الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني بين المسلمين والاقباط، هي من الحقائق الراسخة في تاريخ مصر كله، كانت هذه هي القاعدة التاريخية دوما وما عدا ذلك من محاولات فتنة، كانت دوما استثناء عابرا. في كل تاريخ مصر، كانت الفتنة الطائفية دوما امرا طارئا، ولم تكن تحدث في أي مرة الا اذا كان وراءها اما قوى داخلية مجرمة تسعى لاشعال الفتنة لاغراض سياسية محددة، واما قوى اجنبية تستهدف مصر كلها.
والثورة حين اندلعت رفعت الغطاء عن هذه الحقيقة التاريخية، وردت الاعتبار الى وحدة الشعب وتلاحمه الوطني، باروع ما تكون الصور.
وخلاصة الامر كما نرى ان الثورة المصرية هي في جوهرها ثورة توحيد وطني،. هي ثورة ضد الطائفية بكل مظاهرها وصورها.
شبكة البصرة
الجمعة 15 ربيع الاول 1432 / 18 شباط 2011
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس