تفاءل ياصديقى حتى وإن بدت كل الظروف مربكة، وكل الشاشات ضبابية.. تفاءل لأننا عشنا 30 عاما ضاقت فيها أماكن الفرح، والبراح الذى نتمناه امتلأ بالأوجاع والأمراض، عشنا داخل بيوت لا تخلو من مصيبة، ولا فراش من فراش أهلها يخلو من مريض بالفيروس سى أو السرطان وهى أمراض تخرب البيوت قبل أن تجلس على تلها، ولا مكتب ولا وزارة ولا مسؤول تخلو جيوبه من رشوة أو قطعة أرض حرام، ولا سجن من السجون إلا وبداخله أبرياء، ولا عرش إلا ويجلس عليه طاغية جبار لا ينصر مظلوما ولا يعاقب ظالما ولا يسأل نفسه عن ملايين الأرواح التى تتعثر أمام قصره أو تغرق فى عباراته أو تموت حرقا فى قطاراته أو تُطحن أشلاؤها فى حوادث طرقه أو تشنق نفسها يأسا من مستقبل مشرق فى ظل حكمه.