المجتمع الإنساني عصر الظهور في تصور الرسول والإمام
سلوك الناس آخر الزمان وفق رؤية إسلامية
الحلقة السادسة
المقدمات الموضوعية
التغير العام الذي يطرأ على السلوك الإجتماعي في العالم آخر الزمان
بحسب الرؤية الإسلامية ووفق الخبر التأريخي في الرواية عن الرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام فإن عصر آخر الزمان لابد أن يشهد زيادة في المظاهر المادية يقابلها تردي في الإتجاهات الروحية، ويصاحب ذلك تغيراً في النوايا سواء فيما يتعلق بالإنسان أو بالمجتمع بشكل عام، خصوصاً في مجال إهتماماته بمظاهر العمران والزينة والفن وفي البحث عن المصالح الشخصية، وسواء فيما يتعلق بالحصول على المال أو المنصب، كما تطغى المعاملات الرِباوية في معاملات البيع والشراء، وتصيب القضاء عوامل الضعف والفساد بحيث تظهر طبقات حاكمة مستبدة، بالإضافة الى مايصيب العلاقات الإجتماعية من الضعف الملحوظ والزيادة في نسب الطلاق بين المتزوجين، ويكثر الأولاد غير الشرعيين بسبب العلاقات غير الشرعية فتزداد نتيجة لذلك نسب الجرائم بين الناس.
التغير الذي يطرا على كل من المظاهر الدينية الروحية والمدنية المادية
وإن من أهم مميزات الناس في عصورنا المتأخرة حسب الرؤية الإسلامية هو إهتمامهم الواسع بالمظاهر العمرانية ومنها الدينية كبناء المساجد الكبيرة وزخرفتها دون أن يولوا لجوهر الدين والأسس التي قامت عليها الأديان أي حساب، فالأديان تحاول بناء الإنسان الفاضل والمجتمع الفاضل لكن أغلب البلاد ستهتم بالجانب المادي والفني أكثر مما تهتم بالجوانب التربوية أوالإجتماعية، ونحن لسنا هنا بصدد الوقوف أمام نزعة التطور العمراني والفني بقدر مانريد أن ننبه إلى أهمية الدين ومقدار تأثيره الإيجابي في بناء الجءتمع الطاهر والنظيف.
التغير في أهداف الحج عند المسلمين
ونقصد بذلك أن الغرض من الحج وهو هدف عبادي سيفقد معانيه التي بني عليها ليصبح وسيلة للتجارة والنزهة وطلب السمعة من دون أن يكون له أثر في العبادات والمعاملات التي تتعلق بجوهر الإسلام وعقائده المبنية على الفهم والتصور النابع من القناعات اليقينية والدوافع الرسالية المهمة في الحياة.
التغيرات التي تطرأ على شخصية رجل الدين
وفي العصور المتأخرة طرأ تغير كبير في طبيعة رجال الدين والمهتمين بالعلوم والدراسات الدينية بحيث أصبح توجههم نحو التفقه لأغراض شخصية دون أن تكون نواياهم العمل في التقرب الى الله أو القيام بخدمة حقيقية للمجتمع، فيكون الهم الأكبر لهم هو الحصول على المنافع المادية والدنيوية.
إهتمام الناس بالمظهر دون الإهتمام بالفكروالثقافة
ومن المميزات الأخرى للناس في العصور المتأخرة هو الإهتمام بالمظهر الخارجي أكثر من الإهتمام بالجوانب السلوكية والثقافية، وأن مايصرفه الإنسان على الملابس والزينة هو أكثر مما يصرفه على ثقافتة وتعليمه.
طغيان المعاملات الرِباوية
ومن المظاهر العامة التي تلعب دوراً في فساد المجتمع هو إنتشار المعاملات الرِباوية بين الأفراد، أو التي تتبناها الشركات المالية والبنوك الرسمية، وهو مايهدد إستقرار العلاقات الإجتماعية ويلغي مجالات التعاون والمساعدة بين الناس، وبسبب ذلك يزداد التباين بين الأغنياء والفقراء.
تفكك العلاقات الإجتماعية
وتشهد الحياة العصرية آخر الزمان كثرة حالات الطلاق بين الأزواج بسبب طبيعة الأنظمة الإقتصادية والإجتماعية الرئيسية الحاكمة في العالم التي تعتمد قوانين لاتتلائم مع الفطرة الإنسانية، خصوصاً تلك التي تخالف الشرائع السماوية فتسهم بذلك في تغيير هيكلية الأسرة وقلب الأدوار بين الرجل والمرأة دون النظر الى الآثار السيئة التي يمكن أن تلحق بالأبناء.
تزايد نسب الطلاق
ومن النتائج الحتمية لتزايد حالات الطلاق هو الخلل الذي يلحق بالعلاقات الإجتماعية والأسرية بحيث يبحث الرجال والنساء على علاقات سهلة من دون أن يتحملوا مسؤولية البناء، ولقد شجع على هذا التغيير في بناء علاقات غير مسؤولة تلك التشريعات المدنية التي دافعت عن مثل هذه العلاقات غير الشرعية.
تزايد نسب الأبناء غير الشرعيين
ونتيجة للعلاقات غير المسؤولة إزدادت نسبة الولادات غير الشرعية للأبناء دون وجود حصانة حقيقية لهم لتتلقفهم فيما بعد دور الرعاية وغالباً ماتنتهي حياة نسبة كبيرة منهم بالسجن عند إرتكابهم الجريمة نتيجة لمايمرون به من أزمات نفسية خانقة.
تعطيل الحدود الشرعية
وأمر آخر هو مايتعلق بحقوق الإنسان فقد شهد تغيراً واسعاً أدى الى تعطيل بعض القوانين الشرعية للأديان التي نظمت العقوبات المدنية من خلال الحدود الشرعية المرسومة، وأثر ذلك على زيادة نسبة الجرائم داخل المجتمعات.
ضعف القضاء وقيام الأنظمة الدكتاتورية
إن جميع الظواهر الخطيرة في المجتمع جاءت بسبب الأنظمة الحاكمة التي إما أن تميزت بالدكتاتورية أو حكمت وفق نظريات فاشلة مبنية على تصورات إقتصادية قاصرة أو أسس عرقية عنصرية، أو دينية وطائفية منحرفة أدت الى ضعف القضاء وعدم تفعيل دوره في إقامة العدل بين الناس وغحياء الحدود الشرعية.
تأثير الفن على حياة المجتمع
وأثر الفن تاثيراً كبيراً في حياة الناس خصوصاً فيما يتعلق بالغناء والموسيقى، وغير دورهم الإنتاجي، فأتجه الكثير منهم الى مزاولة الفن بعد أن هجروا الأعمال المهنية الخرى في الصناعة والزراعة.
تغير في مسار الممارسات الدينية
وحتى في مجال قراءة القرآن فقد أخذ أبعاداً أخرى مختلفة لاتهتم كثيراً بالجوانب التربوية والتعليمية على غير ماتعارف عليه الجميع من الإهتمام بخلق نموذج ملتزم مصان، وأصبحت قراءة القرآن مهنة لتخريج أصوات لاتختلف كثيراً عن أصوات المغنين، وأصبح لكل قارئ من القرّاء مريديه وجماهيره، وأصبح هم المستمع للقرآن التلذذ بسماع صوت المقرئ دون أن يهتم بفهم معاني القرآن الكريم.
جزء المقدمة التأريخية ( 14 )
غيبة الطوسي
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها تزخرف البيع والكنائس وتحلى المصاحف وتطول المنارات وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
من علامات آخر الزمان
أولاً: تزخرف البيع والكنائس وتحلى المصاحف وتطول المنارات وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة:
رؤية وتحليل
وهنا يشير النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى مدى إهتمام الناس بالمظاهر الدينية والشكليات التي لاتعبر عن حقيقة الدين وجوهره خصوصاً تلك التي تهتم بتربية الإنسان وتجعله محور إهتمامها، في حين تجد إهتمام الدول والحكام بالعمارات الهندسية للأماكن العبادية للمسلمين وغيرهم، كما يكثر عدد المرتادين لها ليس بصفة الإهتمام بالتعبد بقدر ماتعتبر عندهم أماكن للتجمع والترويح وتمارس فيها الكثير من السلوكيات الخاطئة كالغيبة والنميمة والبهتان والكذب وسائر الصفات المذمومة الأخرى.
جزء المقدمة التأريخية ( 15 )
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده وعندها يتحلى ذكور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفوفا، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
ومن علامات آخر الزمان أيضاً
ثانياً: يتحلى ذكور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفوفا:
رؤية وتحليل
وهو تعبير عن التغير في حياة الرجال ونمط سلوكيتهم وإبتعادهم عن مظاهر الخشونة التي تناسب طباع الرجال وميلهم لمظاهر الأنوثة في المظهر وفي ذلك تحول وإنقلاب في الحياة الإجتماعية.
جزء المقدمة التأريخية ( 16 )
قال: إي والذي نفسي بيده، وعندها يظهر الربا ويعاملون بالغيبة والرشا، ويوضع الدين وترفع الدنيا. قال سلمان: وإن هذا لكان يا رسول الله؟
رؤية وتحليل
ثالثاً: يظهر الربا ويعاملون بالغيبة والرشا: يشير صلى الله عليه وآله وسلم الى علامة من علامات آخر الزمان عندما يعم التعامل بالربا بين الناس كأفراد ومؤسسات وشركات وبنوك، كما يشير عليه السلام الى خطورة الوضع الإقتصادي الذي تسوده الرشاوى التي تدخل في جميع معاملات البيع والشراء وسائر المعاملات الأخرى.
وكما هو معلوم فإن من أهم الكبائر التي شدد على تحريمها القرآن الكريم هي الرِبا، بالإضافة الى الغيبة التي تعتبر الخنجر المسموم الذي يسدد الى سمعة الناس وأخلاقهم خصوصاً في الجوانب التي هي محل وجوب الستر فيها، ومثل هذه الكبائر كالرِبا والغيبة والرشوة فإنها تعد من الكبائر التي تهدد حياة الناس وإستقرارهم وسعادتهم.
رابعاً: يوضع الدين وترفع الدنيا: وفي الوضع الطبيعي يكون الدين في المستوى الأعلى للثقافة والتقاليد والعقل والسلوك، وأما الدنيا فهي دار وجواز مرور للآخرة، ومن أجل ذلك كانت من أهم مهمات الإنسان إعمار الأرض بالخير والمحبة والبناء، ولكن وكما يبدو ففي آخر الزمان ينهد كل شئ بحيث تنقلب الموازين ويكون هم الناس هو التكالب على متع الحياة الدنيا ومن ثم بيع الآخرة بثمن بخس، وبسبب هذا الإنقلاب في التفكير والسلوك يصبح كل شئ مشوهاً وخالياً من الأمن والإستقرار والسعادة.
جزء المقدمة التأريخية ( 17 )
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حد ولن يضر الله شيء، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
ومن علامات آخر الزمان أيضاً
رؤية وتحليل
خامساً: يكثر الطلاق: وسيكثر الطلاق ففي القرون المتأخرة بعد أن كان محدوداً ومحصوراً جداً داخل المحلة الواحدة أوفي المنطقة السكنية الصغيرة، وسبب هذا الإزدياد هو تردي الأوضاع الإجتماعية وإنحسار المشاعر الإنسانية في نفوس الناس وإبتعادهم عن القيم الدينية والأخلاقية.
سادساً: ولايقام لله حد: ومن مظاهر الحياة آخر الزمان تعطيل الحدود الشرعية، وفقدان المجتمع لأمنه وعندها سوف لن يكون من السهل حفظ الأموال والأرواح والأعراض.
جزء المقدمة التأريخية ( 18 )
غيبة الطوسي
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، عندها تظهر القينات والمعازف ويليهم أشرار أمتي، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان،
من علامات آخر الزمان
رؤية وتحليل
سابعاً: تظهر القينات والمعازف: وفي لسان العرب والقَيْنةُ: الأَمة المُغنّية، تكون من التزَيُّن لأَنها كانت تَزَيَّنُ،والتَّقَيُّنُ التزَيُّن بأَلوان الزينة. القَيْنات أَي الإِماء المغَنّيات. والمعازف المَلاهي،العَزْفُ: اللَّعِبُ بالمَعازِف، وهي الدُّفُوف وغيرها مما يُضرب.
ويشير الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى إنتشار ظاهرة الغناء والتبرج والموسيقى والألحان بشكل يطغى على حياة الناس ويصرفهم عن معاشهم وشغلهم ودينهم وآخرتهم.
ثامناً: يليهم شرار أمتي: وقد أشرنا الى ذلك في تفصيل سابق الى أن المجتمعات متى سادها الفساد والضعف تسلط عليها الأشرار.
جزء المقدمة التأريخية ( 19 )
وعندها تحج أغنياء أمتي للنزهة وتحج أوساطها للتجارة وتحج فقراؤهم للرياء والسمعة، وعندها يكون أقوام يتفقهون لغير الله وتكثر أولاد الزنا ويتغنون بالقرآن ويتهافتون بالدنيا، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
ومن علامات آخر الزمان أيضاً:
رؤية وتحليل
تاسعاً: تحج الأغنياء للنزهة وتحج أوساطهم للتجارة وتحج فقراؤهم للرياء والسمعة: وعلى إعتبار أن الحج فريضة عبادية محضة وإستجابة لنداء الله سبحانه وتعالى فلابد أن لاترتبط بالحج غايات أخرى ليس لها علاقة بالعبادة فهو كالصلاة لابد للعبد وهو يؤدي الصلاة أن يكون منقطعاً لله سبحانه وتعالى قاطعاً كل ذكر غير ذكر الله، لكن ماسيؤول إليه الأمر آخر الزمان أن يحج الناس للنزهة والسياحة، أو يحج الناس التجارة أو تكون لهم إهتمامات لاتتعلق بالعبادة، في الوقت الذي يحج فيه الفقراء للرياء والسمعة.
عاشراً: الأقوام تتفقه لغير الله: في آخر الزمان يتجه عدد كبير من الناس لدراسة الفقه والعلوم الدينية لا لغرض التفقه في الدين وإنما لغرض الإسترزاق والحصول على المكانة الإجتماعية والتغلغل في صفوف السلطة والوظائف المناسبة التي يدخلون فيها لغرض من أغراض الدنيا دون أن يكون لهم إهتمامهم بالآخرة.
أحد عشر: تكثر أولاد الزنا: ويكثر الزنا إذا عزف الناس عن الزواج، وسيكون أولادهم أولاد زنا ليست لهم هوية داخل المجتمع وستكثر فرص الجريمة.
إثنا عشر: يتغنون بالقرآن: وعلى الرغم من حث القرآن الكريم والإسلام على قراءة القرآن إلاّ أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يشير الى أن قراءة القرآن الكريم في آخر الزمان تصبح شيئاً عرضياً إذ يهتم الناس بالصوت ولايهتمون بمعانيه، ويكون القرآن لهم مادة غناء وطرب لامادة علم وتذكير.
ثلاثة عشر: يتهافتون بالدنيا: وفي لسان العرب والهَفْتُ: تساقطُ الشيء قِطْعَةً بعد قِطْعَةٍ كما يَهْفِتُ الثَّلْجُ والرَّذَاذُ، نحوهما؛ وفي الحديث: يَتَهافَتُون في النار أَي يَتَساقَطُون؛ مِن الهَفْتِ، وهو السقوط. وأَكثر ما يُستعمل التَّهافُتُ في الشَّرِّ؛ وفي حديث كَعْب بن عُجْرة: والقملُ يَتَهافَت على وجْهي أَي يَتَساقَطُ. والهَفْتُ من المَطر: الذي يُسْرِعُ انْهلالهُ. وكلامٌ هَفْتٌ إِذا كَثُرَ بلا رَوِيَّةٍ فيه. والتَّهافُتُ: التَّسَاقُطُ قِطْعَةً قِطْعَةً. وتهافَتَ الفَراشُ في النار: تَساقَط؛ قال الراجز يصف فحلاً: يَهْفِتُ عَنهُ زَبَداً وبَلْغَما وتَهافَتَ القَوْمُ تَهافتاً إِذا تَساقطُوا مَوْتاً. وتَهافَتُوا عليه: تتابعوا. الليث: حَبٌّ هَفُوتٌ إِذا صار إِلى أَسْفَلِ القِدْر وانْتَفَخ سريعاً. ابن الأَعرابي: الهَفْتُ الحُمْقُ الجَيِّدُ. والهَفَاتُ: الأَحْمَقُ.
وعلى كل حال فإن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يشير الى إسراع الناس عموماً والتسابق على الدنيا دون أن يفكروا في أمر آخرتهم ومآلهم وهي علامة من علامات آخر الزمان.
خاتمة
إن التطورات التي شهدتها العصور الحديثة سجلت تغييراً في مختلف المجالات ومنها الإجتماعية والإقتصادية والفنية والعمرانية وفي العقائد والأفكار وتولدت عن ذلك العديد من المشاكل أدت الى ظهور تفكك إجتماعي وأسري، وظهور أزمات إقتصادية عالمية كان الخاسر فيها طبقة هم المستضعفين.
إن كل مايجري من تحولات داخل المجتمعات إنما ينذر بنزول السخط الإلهي على العصاة والفاسدين في الوقت الذي هو بشارة خير للمؤمنين الذين يترقبون ظهور المنقذ الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وعليهم أن يستعدوا ليكونوا جنداص من جنوده الأوفياء.