اتفق عدد من القوى السياسية على أن امتناع التيارات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين عن المشاركة فى "جمعة الغضب الثانية"، بينما أكد عدد من رموز العمل السياسى أن المظاهرات فشلت بسبب ما وصفوه "ضعف المشاركة".
ولم تشهد جمعة الغضب الثانية مشاركة كثيفة من رموز العمل الوطنى، حيث تغيب كل من د.محمد البرادعى، والمستشار هشام البسطويسى، وعبد المنعم أبو الفتوح، وعمرو موسى، الذى يشارك فى قمة الثمانى بفرنسا، والسفير عبد الله الأشعل، بينما حضر من مرشحى الرئاسة حمدين صباحى وأيمن نور.
وقال الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، أن عدم مشاركة الأخوان المسلمين لم يكن لها تأثيرا على مظاهرات جمعة "القضاء على الفساد السياسى" خاصة بعد توافد عشرات الآلاف إلى ميدان التحرير، موضحا أن مظاهرة اليوم رمزية للتعبير عن رأى أصحابها ومطالبهم العاجلة لاستكمال ثورة 25 يناير، ولم تكن الدعوة بالأساس لمليونية، وفى النهاية فمطالب المتظاهرين مشروعة ومن حقهم التعبير عنها.
وأضاف نور، أن حزب الغد وحملة دعمه للرئاسة شاركا بالمظاهرات انطلاقا من إيمانهم بمطالب جمعة "القضاء على الفساد السياسى" لعدم استكمال مطالب الثورة، مضيفا: "لا يستطيع أى تيار إن يدعى أنه يحتكر الشارع المصرى، فالمصريون وحدهم أصحاب القرار".
فيما قال الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على صفحته بموقع الفيس بوك، معلقاً على إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عدم وجوده بميدان التحرير اليوم، إن تأمين وحماية التظاهرات السلمية هى مسئولية السلطة وأجهزة الأمن فى المقام الأول، ولا سيما فى ظل الظروف القائمة، فيما شارك أعضاء حملة دعم البرادعى فى مظاهرات اليوم، دون ارتداء الملابس الخاصة بهم، نظراً للقرار الذى اتخذته الحملة لوقف نشاطها مؤقتاً حتى استقرار الأوضاع الحالية.
كما شارك فى مظاهرات اليوم النائب السابق حمدين صباحى وحملته الانتخابية، ويرى حسام مؤنس، منسق حملة دعم صباحى للرئاسة، نجاح مظاهرات اليوم وسط مشاركات عشرات الآلاف من المواطنين، موضحاً أن هناك العديد من المواطنين الذين لم يشاركوا اليوم، ليس بسبب دعوة الإخوان لمقاطعة المظاهرات وإنما خوفاً من البلطجية.
أما مجدى شرابية القيادى بحزب التجمع، فأكد أن غياب الإخوان لم يكن عاملا مؤثرا على جمعه الغضب، مؤكد نجاح المظاهرة بمشاركة أكثر من نصف مليون مصرى من مختلف القوى السياسية خلال تواجد الشباب، وأوضح شرابية تواجد عدد كبير من رجال الدين الإسلامى الذين برروا تواجدهم لحماية دور العبادة سواء الكنائس أو المساجد.
من جهته، أكد خالد تليمه عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، مشاركة المواطنين من مختلف الأعمار حتى الأطفال الذى ظهر تواجدهم بشكل كبير، مما يؤكد نجاح جمعه الغضب، رافضا ربط نجاح المظاهرة أو فشلها بتواجد الإخوان المسلمين، موضحا أن عدم وجود الإخوان لن يكون هو العامل فى إفشال الثورة، بل غياب الشعب أجمعه هو العامل الأساسى فى تحديد مصير المظاهرات التى يخرج الشعب خلالها ليعبر عن رفضه استمرار الظلم والتأكيد على تحقيق مطالب الثورة.
أما اللواء سامح سيف اليزل فأكد، أن مظاهرة اليوم لم يكن لها أى أثر كبير، كما كان يعتقد البعض، وهو ما ظهر بعد اختلاف رؤى الأحزاب حول المشاركة من عدمها، والتى كان منها رفض التيارات الإسلامية، رافضا ربط ضعف المظاهر إلى عدم مشاركة التيارات الإسلامية فقط، بل أرجعها إلى اختلاف الآراء بين القوى السياسية جميعها، ومنها بعض شباب الثورة الذى رفض انتقاد إدارة المجلس العسكرى لمص