محمد عواد
مقدمة الفقرة الأسبوعية :
قال تعالى : " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" ، والإسلام نظام حياة عام وليس مجرد عبادات يلزم بها المرء من أجل أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، وفي القرآن دروس وفنون يجب أن نتعلم منها دوماً ، ولذلك سأحاول التركيز على ناحية جديدة وهي الفنون الإجتماعية من القرآن الكريم ، وأتمنى ممن يجدني مخطئاً أن لا يسارع إلى وصفي بأي شيء وأن يحاول نصيحتي أولاً وما الموضوع إلا لرقي مجتمعنا وتطويره.
اليوم هي حلقتنا الثانية عشرة من هذا البرنامج الذي نتمنى أن نصل فيه إلى الحلقة رقم 100 ، والبحث عن الفوائد الاجتماعية في القرآن الكريم يتواصل ونتوقف اليوم مع فائدة ملخصها أن مبادىء الشر لا يمكن أن تجتمع مع مبادىء الخير في إنسان واحد.
جاء في سورة النجم قوله تعالى :" بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ".
الآية القرآنية واضحة جداً بالمعنى وهي أن القذف بالحق على الباطل يقضي على الأخير ولا يمكن لهما أن يتواجدا في نفس اللحظة ونفس المكان ، وبالتالي فإن فائدتنا الإجتماعية تستند إلى هذه الآية ونقول فيها : " لا يمكن لإنسان أن يحوي بداخله مبادىء غاية في المثالية والخير وفي نفس الوقت يكون في داخله مبادىء بغاية الشر ، ففي النهاية سيسود واحد منهما".
البعض يقول أنا أقوم بهذا العمل السيء وأعوض عنه بهذا الجيد ، لكن الحالة التي شاهدناها في مكان العمل مثلاً فإن من يكون ممزوج المبادىء ينتهي به الحالي ليكون مع طرف ما إما الخير أو الشر ، ولو حافظت على مبادئك السلبية فإن الظروف ستأتي لتحولك إلى شخص سلبي وشرير لذلك المطلوب منك أن تطرد هذه المبادىء التي تحتفظ بها مثل النفاق للمدير أو تلبية بعض الطلبات الخاطئة من قبله فإن الزمن سيجرك إلى الاستغناء تماماً عن مبادئك ولنتذكر بيت الشعر القائل : " من يهن يسهل الهوان عليه... ما لجرح بميت إيلام".