مقدمة الفقرة الأسبوعية :
قال تعالى : " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" ، والإسلام نظام حياة عام وليس مجرد عبادات يلزم بها المرء من أجل أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، وفي القرآن دروس وفنون يجب أن نتعلم منها دوماً ، ولذلك سأحاول التركيز على ناحية جديدة وهي الفنون الإجتماعية من القرآن الكريم ، وأتمنى ممن يجدني مخطئاً أن لا يسارع إلى وصفي بأي شيء وأن يحاول نصيحتي أولاً وما الموضوع إلا لرقي مجتمعنا وتطويره.
يتم طرح حلقة كل خميس (في حال لم يستجد ما يمنعني من ذلك).
هناك آية في القرآن الكريم عليها اختلاف كبير في تفسيرها ؛ هذه الآية هي : "ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون "
لمعرفة كل التفاسير المتعلقة بهذه الآية (اضغط هنا) ؛ لكننا في هذه الفقرة لا نقوم بتفسير قرآني حيث نحاول استخلاص فوائد إجتماعية لحياتنا كي نطور أمتنا ... وسوف نأخذ هنا أحد التفاسير الأربعة وهو : " إن ناسا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعا لم يكتبها الله عليهم ، ابتغوا بها رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ، فعاتبهم الله بتركها"....وعليه نقول:
لنفكر بالتسلسل الآتي:
1- لماذا نقدم الوعود؟
عادة يقدم الإنسان الوعود ويضع على نفسه الالتزامات لغايتين ؛ الأولى هي إثبات قيمته كإنسان مميز ويعتمد عليه والثانية من أجل مساعدة شخص يحبه أو يهتم لأمره.
2- ماذا يحدث بعد الوعد أو الالتزام بشيء؟
ينتظر الطرف الأخر منك تلبية هذا الالتزام أو الوعد ، وفي حال خذلته لن يتذكر بأن الأمر تطوعي وإنما سيرى به خذلاناً له وتسوء علاقتكما بعد ذلك
3- ماذا نستنتج؟
لا تعد الناس بما لا تستطيع فعله مهما كانت الظروف أو حتى بما تستطيع لكنه يرهقك جداً حتى تتأكد من قدرتك على الإيفاء بوعدك، وكن واقعياً مع حدود قدراتك وتذكر أن لكل شيء عدة محددات منها الزمن والطاقة الجسمانية والمؤثرات الأخرى...فالوعد بالشيء التطوعي وعدم تلبيته أسوأ من عدم عرض المساعدة.
مثال : أن تعد زميلك بمساعدته
يعمل أحمد وسعيد في قسم واحد في تصميم المواقع الإلكترونية ، أحمد اقترب من إنهاء عمله فوعد سعيد لو أنهى المطلوب منه تماماً سيساعده بمهته .. نسي أحمد أنه سينهي عمله منهكاً متعباً ، وعندما وصل إلى لحظة النهاية قال لسعيد : " أعذرني فلقد كنت أعمل بسرعة وتركيز ولا أستطيع الاستمرار".
سعيد منذ ذلك اليوم وهو لا يثق بأحمد وكلما وعده الأخير أجابه : " مثل تلك المرة".
العبرة بسيطة ؛ كان بمقدور أحمد الصمت وعدم الوعد حتى ينهي عمله ويرى قدراته إن كان يستطيع مساعدة صديقه أم لا.