مقدمة الفقرة الأسبوعية :
قال تعالى : " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" ، والإسلام نظام حياة عام وليس مجرد عبادات يلزم بها المرء من أجل أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، وفي القرآن دروس وفنون يجب أن نتعلم منها دوماً ، ولذلك سأحاول التركيز على ناحية جديدة وهي الفنون الإجتماعية من القرآن الكريم ، وأتمنى ممن يجدني مخطئاً أن لا يسارع إلى وصفي بأي شيء وأن يحاول نصيحتي أولاً وما الموضوع إلا لرقي مجتمعنا وتطويره.
قال تعالى في سورة الإسراء : " يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً "...
هذه الآية اختلف العلماء بتفسيرها لكن أحد التفسيرات القوية أن الإمام هو السيد الذي يتبعه الناس ، فهناك إمام يدعو إلى الجنة وإمام يدعو إلى النار ، وعندما تتبع أحدهم فهو يأخذك إلى الجنة لو كان صادقاً وإلى النار لو كان كاذباً.
بعيداً عن التفسير .. نذهب إلى هدفنا في هذه السلسلة وهو " الفوائد الإجتماعية".
أهمية القدوة:
في هذه الأية يتضح لنا أهمية وجود قدوة صحيحة يتم اختيارها بشكل دقيق ، وعلينا أن لا نستعجل بجعل آبائنا قدوة لنا فما أدخل أهل قريش من أصحاب الجاهلية النار إلا أباؤهم ، وعلينا أن نتأكد من أن هذه القدوة تلبي حاجاتنا النفسية والمعنوية وتمشي على الحق وليس على الباطل...باختصار لا تجعل قدوتك من مجرد موقف واحد يقوم به فلا بد من دراسة دقيقة متأنية له.
مثال :
شخص يشاهد كاتب معين يتحدث على التلفاز فيعجبه رأيه في موضوع ما ، فيقول إنه قدوتي من الآن فصاعداً..ولكن بعد أشهر ينصدم بمواقف ذلك الكاتب تحت بعض الضغوط التي يتعرض إليها وفي حال كان قد اتخذه قدوة يصبح من الصعب التراجع ، فيقوم باختلاق الأعذار وربما التفسيرات كي يقنع نفسه بعدم ارتكابه خطأ...لذلك ينجر الإنسان إلى الخطأ شيئاً فشيئاً حتى يدمن عليه...ومن هنا تظهر أهمية القدوة لنا