مقدمة الفقرة الأسبوعية :
قال تعالى : " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" ، والإسلام نظام حياة عام وليس مجرد عبادات يلزم بها المرء من أجل أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، وفي القرآن دروس وفنون يجب أن نتعلم منها دوماً ، ولذلك سأحاول التركيز على ناحية جديدة وهي الفنون الإجتماعية من القرآن الكريم ، وأتمنى ممن يجدني مخطئاً أن لا يسارع إلى وصفي بأي شيء وأن يحاول نصيحتي أولاً وما الموضوع إلا لرقي مجتمعنا وتطويره.
نواصل فقرتنا الأسبوعية مع الحلقة التاسعة وقوله تعالى الآمر لرسوله محمد عليه الصلاة والسلام: " ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ( 81 ) سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون ( 82 )."
الفن الإجتماعي :
يأمر الله تعالى في الآية بوضوح رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام بأن يوضح موقفه ، بأنه لو كان هناك للرحمن فولد فسوف يتبعه لأنه إله مثل والده ، وبالتالي هنا أمر بأن نعلن وقوفنا مع الحقيقة وليس مع رأينا نحن وإن كنا متأكدين منه.
وهذا الأسلوب قوي جداً في الحوارات وكسب الشعبية أمام من يشكك بالحقيقة ، فعادة صاحب المبدأ الضعيف يخشى هذا التحدي لأنه يعلم بأن الباطل لا يدوم.
مثال :
أنت تناقش زميلك حول فكر كاتب معين ، وتتهمه بالميل إلى تأييد ثقافة غريبة بناء على ما قرأته لك ... يقول لك زميلك : " لا ، لقد تراجع وكتب كذا وكذا وكذا".
هنا لو قلت له " لا أصدق أو أنه ينافق أو هو جبان لذلك فعل" تكون غير ملتزم بالفن الأخلاقي ومتعصب لرأيك لا للحقيقة...وكي تلتزم به عليك القول : " لو كتب ذلك فأنا سأغير وجهة نظري به ، لكن أعطني مصادر هذه الكتابات كي أطلع عليها".