بمجرد إعلان وزارة التربية والتعليم لقائمة أوائل امتحانات الثانوية
العامة، توجه فريق اليوم السابع، إلى منازلهم لرصد فرحتهم وأسباب تفوقهم
ورؤيتهم للمستقبل فى التعليم الجامعى.
الاعتماد على الدروس الخصوصية، كانت الجملة الأولى التى نطقت بها الطالبة
سارة عبد الحميد عبد المؤمن إمام، الثامن مكرر على قسم الأدبى والمقيدة
بإدارة شرق مدينة نصر التعليمية، حيث قالت "كنت أحصل على دروس خصوصية فى
جميع المواد وهذا أمر لا يمكن إنكاره، وكنت متوقعة حصولى على مركز بين
الأوائل بسبب اجتهادى طوال السنة"، مؤكدة على أنها ستفاضل بين كلية الإعلام
جامعة القاهرة والمنح التى ستقدمها الجامعات الخاصة للأوائل المتفوقين.
أما الطالبة يارا أحمد السيد الحاصلة على نفس المركز فى القسم الأدبى
والمقيدة بإدارة شرق مدينة نصر التعليمية، فاختارت قضاء أيام ظهور النتيجة
فى الساحل الشمالى، منتظرة بدء التنسيق للتقدم لكلية سياسة واقتصاد، ومضيفة
أنها كانت تعتمد على الدروس الخصوصية، وهو نفس ما أكدته الطالبة ريهام
محمد محمود، من إدارة البساتين وحاصلة على نفس المركز غير أنها أكدت أنها
تفضل الإعلام على سياسة واقتصاد، فيما أوضحت رضوى محمد فاروق الحاصلة على
نفس المركز ومن إدارة شرق مدينة نصر، أنها ستلتحق بسياسة واقتصاد، وأضافت
أنها كانت متفرغة أثناء ثورة 25 يناير لمتابعة الأحداث أثناء التلفزيون
ولكنها انهمكت بعدها فى استذكار المواد بمساعدة معلمى الدروس الخصوصية.
فيما كشفت الطالبة لينا قدرى محمود حنفى من مدرسة نوتردام الفرنسية بمصر
الجديدة، عن تفضيلها الالتحاق بكلية تجارة قسم لغة فرنسية، رغم أن مجموعها
405 ومركزها الرابع على الشعبة الأدبية، وهو ما يوفر لها إمكانية دخول ما
يسمى بكليات القمة غير أنها تحبذ المواد التجارية.
وأوضحت لينا لليوم السابع أنها تتابع الأوضاع السياسية، وشاركت فى مظاهرات 25 يناير مع أصدقائها.
ومن جانبها، قالت سارة على محمود بهجت أحد الطلاب الأوائل فى الثانوية
العامة، إنها تلقت اتصالا فى تمام الثانية عشرة ظهرا من وزير التربية
والتعليم يخبرها بأنها 5 مكرر علمى علوم بمجموع 408 لتردد "الحمد الله ..
الحمد الله".
وأضافت الطالبة أنها تأثرت بأحداث ثورة يناير نظرا لأنها كانت سببا فى
إهدار معظم الوقت لاقتراب منزلها من ميدان التحرير، بالإضافة إلى اقتراب
مدرستها من سجن طره.
أكدت سارة أنها تتفق مع الثورة فكريا ولكنها تختلف مع بعض الأساليب التى
يتبعها المتظاهرون، ومن بينها قطع الطرق، والدعوة إلى مليونية أسبوعية،
مشيرة إلى استغلال طاقة المليون شخص المتواجدين فى ميدان التحرير فى تحريك
العجلة الإنتاجية.
وعن عدد ساعات المذاكرة قالت فى دعابة "متعدش علشان الحسد"، مؤكدة أنها لم
تتوجه إلى الدروس الخصوصية طوال مراحل التعليم إلا فى فترة الثانوية العامة
فقط، مؤكدة على أهمية الدروس الخصوصية فى مرحلة الثانوية.
ووجهت سارة رسالة إلى المسئولين والإعلام المصرى بعدم التهويل فى الثانوية
لأنه كان يصيبها بالرعب والفزع، مؤكدة أن الدور الحقيقى هو بث الاطمئنان فى
قلوب الطلبة لتحفيزهم وزيادة قدرتهم على الاستيعاب .
وأفصحت سارة عن سر خلطة التفوق قائلة إن للتفوق عوامل كثيرة أهما التقرب
إلى الله، والحفاظ على الصلوات، واستغلال الوقت الصباحى من اليوم فى
المذاكرة بالإضافة إلى شرح المعلومات المحصلة إلى الزملاء لتثبيتها، مع
استغلال بعض الوقت فى الرياضة .
"يا معالى رئيس الوزراء" هذا اللقب الذى تطلقه أسرة الطالب المعتز بالله
رفعت فؤاد إمام عمر الخامس مكرر فى الثانوية العامة شعبة علمى رياضة
والحاصل على مجموع 407.5 درجة "99%".. المهندس رفعت فؤاد والد معتز، أكد أن
هذا اللقب هو حلم معتز منذ صغره ويسعى لتحقيقه وكان لابد علينا أن نساعده
على تحقيق هذا الحلم فأصبحنا نناديه "يا معالى رئيس الوزراء" .
قال: المعتز الثانوية العامة لا تمثل لى "بعبع" على الإطلاق فقد كنت أذاكر
منذ بداية العام الدراسى وقسمت يومى ما بين المذاكرة والذهاب إلى النادى
لممارسة رياضة "تنس الطاولة" والخروج مع أصدقائى وأذاكر لمدة 5 ساعات يوميا
ثم كثفتها قبل الامتحان بشهرين، حيث وصل معدل ساعات المذاكرة يوميا إلى
10ساعات يوميا، وأضاف: اعتمدت بشكل كلى على الدروس الخصوصية ولم أكن أذهب
إلى المدرسة بشكل منتظم.
وعن الثورة وتأثير الأحداث الحالية على مذاكرته، أكد المعتز أنه لم يشارك
فى الثورة وأن الأحداث الحالية لم تؤثر على مذاكرته إطلاقا ولكنه متضامنا
مع الثوار مشيدا بما حققوه من نجاح فى الإطاحة بالنظام السابق.
أما والدة الطالب المعتز رفعت قالت إن لكل مجتهد نصيبا وأن المعتز اجتهد
وهو أيضا حافظ للقرآن الكريم، حيث تم تخصيص يوم فى الأسبوع لحفظ القرآن كما
أنه منظم منذ صغره بشكل دقيق جدا ومتقن فى عمله وكانت له آراء واضحة تنم
عن قوة شخصيته وأنه صاحب شخصية قيادية.
كما أكدت أنها وفرت له الجو المناسب الذى يهيئ له الوصول إلى ما يتمناه،
كما أنها قالت ربته على أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأضافت أن
المعتز يريد أن يلتحق بكلية الهندسة شعبة الاتصالات بجامعة القاهرة.
كما لم يكن غريبا تفوق الطالب أيمن سعيد عطية محمد صقر الحاصل على المركز
الثانى مكرر فى الثانوية العامة شعبة علمى رياضة بمجموع 408 درجة بنسبة
99.5%، فهو حفيد العالم الجليل الشيخ الدكتور عطية صقر والذى كان له الأثر
الأكبر فى نموه العقلى والفكرى حيث اقتبس من كتبه وأفكاره.
اليوم السابع، زارت أيمن سعيد فى منزله فهو لأسرة متفوقة مكونة من أب وأم و
5 أشقاء، الأب يعمل طبيبا والأم طبيبة أيضا، أما الابن الأكبر مهندس
ميكانيكا، والثانية معيدة بكلية هندسة جامعة القاهرة والأخرى تعمل طبيبة،
أما الابن الرابع يعمل مهندس كمبيوتر والأخير من أوائل الثانوية العامة.
وقال أيمن إنه كان مواظبا على الصلاة فى أوقاتها خاصة صلاة الفجر التى كان
يحرص على أدائها فى المسجد، وأضاف لم أكن أخصص ساعات كثيرة للمذاكرة منذ
بداية العام ولكنى كنت معتمدا بشكل كبير على الدروس الخصوصية فى كل المواد
ولم أذهب للمدرسة كثيرا خاصة بعد الثورة، وأشار إلى أنه يتمنى أن ينضم
لكلية الهندسة جامعة القاهرة، وأن يتخصص فى اتصالات وتكنولوجيا المعلومات
لكى يساهم فى تطوير الجانب العلمى فى المدارس والجامعات والتى تعتمد بشكل
كبير على الحفظ وليس التطبيق العلمى.
وعن قدوته ومثله الأعلى، قال إن الدكتور أحمد زويل هو مثله الأعلى أتمنى أن
أشارك الدكتور زويل فى مدينته العلمية التى ستمثل طفرة كبيرة فى الجانب
العلمى.
واستكملت الدكتورة هالة والدة أيمن الحديث، وأكدت أنهم وفروا المناخ
المناسب لكى يتفوق أيمن فى دراسته، خاصة أن شقيقته قد حصلت على المركز
الخامس فى محافظة الجيزة فى الثانوية العامة، وهى الآن معيدة بجامعة
القاهرة، وكانت تحفزه كثيرا أثناء الدراسة وأضافت أنه لم يكن هناك ضغط
عليه.